وطني الحبيب

حُب الأوطان هو ذلك الحُب العجيب الذي لا تستطيع تفسيره أحياناً ، هو ذلك العشق الذي يجعل الإنسان يروي أرضها بدمه وهو سعيد ومبتسم ، يُرخص روحه من أجلها ويموت مُعتزاً كما فعل من قبله اباءه وأجداده ، هي تلك الأرض التي يعشق سكانها بذل أرواحهم من أجلها ، هو ذلك الحُب السامي الذي لا يتبدل أو يتغير ، حُبك لمنزلك الصغير ولأهلك ومدينتك ومنطقتك.

تتأفف من حرها بسبب ذلك الصيف الحارق وتتألم من برودة أجواءها عندما يحل الشتاء ، وعندما تغيب عنها مسافراً لأجمل بقاع الدُنيا يأخذك الحنين والشوق وتصاب بالام الغربة وأوجاعها ولا تبتسم إلا حين تطأ أقدامك أرضها الطاهرة ، فهذه الأرض تُخبىء بين طياتها لغز كبير لا يستطيع فك أسراره سوى أبناء هذا البلد الذين يحملون في جيناتهم حُباً وعشقاً لأرضهم لا يضاهيه حُب او عشق آخر.

حُب هذه الأرض لغز عجيب فقد كان الجوع والعطش والمرض يفتك بالأسلاف ، كانت حياتهم صعبة بل شبه مستحيلة ومع ذلك بقى أهلها في هذه الارض حُباً وعشقاً وولاء ، حُبهم منعهم من الهجرة الى تلك المناطق التي يعيش أهلها في رغد حيث الماء والخضرة والأجواء اللطيفة والأمطار الدائمة والأنهر الجارية المختلفة تماماً عن أراضي السعودية القاحلة.

كان من حظ أبناء هذه البلد أن أجدادهم تمسكوا بديارهم فلم يهاجروا ولم يغادروا أوطانهم لذلك فحب الأسلاف لهذا الوطن لغز كبير توارثه الأبناء عن الأباء حتى أصبح إسم المملكة العربية السعودية محفوراً في جيناتهم يعشقونه ويحبونه ويسعدون بأن ترتوي هذه الأرض بدمائهم دفاعاً عنها وحباً فيها.

كلاسي