كورونا – حديث من القلب للقلب !

مقالات مشابهة

تركيا التي رأيت !

13 أغسطس، 2023

هل فكرت يوماً في الانتحار ؟

28 مارس، 2021

الخبير يغوص في أعماق الإنسان !

15 نوفمبر، 2020

بدأت الأخبار القادمة من الصين مُرعبة وصور الصينيين الذين يتساقطون على الأرض بسبب فايروس جديد تثير الهلع في قلوب الناس في كل مكان ، يناير  ٢٠٢٠ كان شهراً مُرعباً على الكثير من رواد برامج التواصل الإجتماعي حول العالم ، الشائعات كثيرة والإرجاف كبير ، بدأو يتحدثون عن نهاية العالم ويوم القيامة العظيم ، ولأني شخصياً مررت بالكثير من الأوبئة التي عايشتها وكانت تثير الفزع والخوف في وقتها مثل سارس الصين ٢٠٠٣ ثم انفلونزا الطيور وبعدها انفلونزا الخنازير وبين ذلك وذلك مررنا بالكثير من الأوبئة في السعودية كان منها حمى الوادي المتصدع ، والحمى القلاعية وكذلك متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ( سارس ) فقد كنت أعلم بأنها مرحلة من مراحل الحياة التي سنمر بها كُرهاً ، فهذه طبيعة الحياة وهذا قدرنا الذي لا مناص منه ولكنها ليست القيامة التي يقولون حيث لا يعلم وقتها إلا الله.

يناير وفبراير ٢٠٢٠ لم يكن كغيره من السنين إنتشر الرعب والخوف وكانت الشائعات تنتشر كأنتشار النار في الهشيم لذلك واجهت تلك الحملات التي أثارت الرعب في قلوب العرب في كل مكان بالمنطق فكنت أحارب الشائعات وأفندها مع حرصي على أهمية الإهتمام بالإحترازات والإجراءات الوقائية ، وخلال هذه الفترة لا بد أننا أكتسبنا المزيد من الخبرات من خلال مرورنا بالكثير من التجارب ، لذلك ليكن عام ٢٠٢٠ درساً حقيقياً في أن لا تصدق إلا ما يُبنى على أدله علمية واقعية وأن يكون لدينا لقاحاً ضد الأكاذيب والإشاعات فما مر بنا لم يكن هيناً.

اليوم إتضح لنا الكثير وبدأت الدول والشركات تقدم لقاحاتها ضد هذا الفايروس الذي الحق الضرر بالعالم أجمع ، حيث أثار الرعب ونشر الخراب والفقر وغير حياتنا ربما للأبد ،  عشرات الملايين من المصابين ومئات الآلالف من القتلى الذين فتك بهم الفايروس ، لذلك نحن أمام خيارات صعبة ومصيرية في الأختيار ، هل أقوم بالتطعيم وأستخدام اللقاحات المتاحة ؟ أم أنتظر رؤية الأثار الجانبية التي قد تظهر بعد فترة من الزمن ، خصوصاً وهناك أكثر من لقاح قد يكون متاحاً للجميع خلال العام القادم ٢٠٢١ ، فهناك اللقاح الصيني واللقاح الروسي ولقاح اكسفور البريطاني ولقاحين من أمريكا فايزر ومودرنا ، وهنا سأقدم بعض التفصيل حول هذه اللقاحات لتكون على بينة وتختار ما يناسبك منها :

اللقاح الصيني من شركة سينوفارم : لقاح تقليدي أُستخدم كثيراً ولسنوات طويلة جداً أثبتت تقنيته نجاحها ومأمونيتها فغالباً لا أثار جانبية خطيرة له وإنما آثار بسيطة يمكن تجاوزها خلال فترة وجيزة وبسيطة ، من أشهر اللقاحات المعروفة التي تستخدم هذه التقنية لقاح شلل الأطفال ، لقاح سينوفارم تمت تجربته في الإمارات وكذلك البحرين والآن وصل لمصر وكذلك جُرب في الصين وعدد من دول العالم الأخرى ، و تقنيته بسيطة جداً يقومون بعزل فايروس كورونا ثم قتله عبر التفاعلات الكيميائية ليًصبح غير نشط اي لا يسبب المرض ولا يتكاثر ليًصبح آمناً وبعد ذلك حقنه في جسد الإنسان ليقوم الجهاز المناعي بالتعرف على الفايروس ثم إنتاج أجسام مضاده له وبذلك تستطيع أجهزتنا المناعية التعرف على الفايروس فور دخوله لأجسادنا وقتله قبل أن يتكاثر ويدخل خلايانا ، اللقاح كما قُلت يُعتبر آمن جداً وسبق تجربة تقنيته لسنوات طويلة جداً ولكن السؤال الذي يفرض نفسه هل هذه التقنية بالفعل تقوم بعملها مع هذا الفايروس فتصبح أجسادنا لديها المناعة ضده ؟ وكم هي مدة هذه المناعة ؟ ولماذا لم تقم الشركات والجامعات والحكومات الغربية بإستخدام هذه التقنية السهلة إن كان بالفعل سيعطي أجسامنا المناعة ؟ وهل الصين لديها الشفافية لأيضاح كل الآثار الجانبية للقاحها ؟ الصين دولة تفتقر للشفافية ودولنا العربية لا تتعاون معها طبياً فنحن غربيو الهوى في الطب ، أخيراً مناعة اللقاح قصيرة المدة وليست طويلة.

لقاح جامعة أكسفورد بالتعاون مع شركة استرازينكا : لقاح مبتكر كُنت قد راهنت عليه كثيراً حيث تم إحضار فايروس ) أدينو فيروس) الذي يصيب القردة بالزكام وتم تغييره من خلال الهندسة الوراثية بأخذ أجزاء من فايروس كورونا ووضعها في ادينو فايروس وعند حقنه في جسد الإنسان سيتعرف الجهاز المناعي على الفايروس فينتج أجساماً مضادة لفايروس كورونا وعندما تختلط بالناس ويدخل الفايروس الى جسدك سيقوم جهازك المناعي بمحاربته ثم القضاء عليه لأنه ببساطة أستطاع التعرف عليه ، هذه التقنية ، من المآخذ على لقاح اكسفورد أن الفايروس الذي تم الإعتماد عليه حيواني يُصيب القرود ، ولكن سعر اللقاح مناسب وطرق تخزينه مناسبة.

لقاح شركة فايزر :  تم أستخدام تقنية جديدة فيه تعتمد على مادة وراثية تُسمى بالـ ( messenger RNA ) حيث يحتوي اللقاح على جزء من المادة الوراثية للفايروس او ما يسمى بالحمض النووي الريبي ، يتم حقنك بالحمض الريبي لفايروس كورونا حيث سيمد جسدك بالتعليمات اللازمة لبناء مناعة ضد فايروس كورونا ، حاز مكتشفوا هذه التقنية على جائزة نوبل وكانت الأبحاث تتجه نحو لقاح ضد أمراض السرطان ، من سلبياته أنه يحتاج الى تخزين في درجات حرارة متدنية جداً اقل من سبعين درجة مئوية تحت الصفر ، أما أهم المشاكل التي تواجه البشر فهي ان هذه التقنية جديدة وتحتاج لوقت لمعرفة آثارها ، وهناك تحذيرات أن لا تقوم الحامل بأخذه أو من تفكر بالحمل خلال ستة أشهر ، وهو لا يعطى من هم أقل من ستة عشر عاماً ، كما أن آثاره الجانبية قوية ولم يتم إختبار آثار التطعيم المتوسطة والبعيدة حيث أن الشركة تقول لا نعرف الآثار بعد اربعة أشهر من أخذ اللقاح ، ردود فعله قوية وآثاره على من لديهم أمراض مناعية أو حساسية قوية.

اللقاح الروسي ( سبوتينك ) : يستخدم نفس تقنية لقاح جامعة اكسفورد وهناك أخبار عن تعاون لدمج اللقاحين مع بعضهما.

أخيراً أقول أنا لا أدعوا أحداً لأخذ اللقاح ولا تركه وإنما أقدم لك المعلومة بشفافية ووضوح وعليك أن تختار بناء على المعطيات العلمية المقدمة في هذه المقالة ، وإن كنت سأختار فأني ربما سأختار لقاح جامعة أكسفورد ثم اللقاح الروسي أما أكثرهم أماناً فهو الصيني رغم أني أشك بفعاليته خصوصاً وأنها أبسط الطرق واسهلها وأكثرها مأمونية ومع ذلك تجنبتها كل الجامعات والمعاهد والشركات الغربية ، وأعلم يقيناً أنها خيارات صعبة وربما مصيرية فاجسادنا مختلفة وردة فعلها متباينه.

تختلف رؤية الناس للفايروس فهل الأفضل الإستمرار في الإجراءات الوقائية والإستمرار بالحذر والإبتعاد عن الناس وربما تصاب به وربما لا تصاب به أم أخذ اللقاح رغم عدم معرفتنا بآثاره الجانبية المتوسطة والبعيدة ، هو قرار صعب ولن الوم شخص على أختياره ، المهم أن لا تبتعد عن اللقاح بسبب الإشاعات وشريحة السيطرة و المليار الذهبي وبقية الخزعبلات التي ينشرها بعض الموهومين ، يجب أن يكون قرارك مبني على أسس علمية حقيقية.