الخبير يغوص في أعماق الإنسان !

مقالات مشابهة

تركيا التي رأيت !

13 أغسطس، 2023

هل فكرت يوماً في الانتحار ؟

28 مارس، 2021

كورونا – حديث من القلب للقلب !

16 ديسمبر، 2020

لعدة سنوات وأنا أستحضر هذا المشهد في ذاكرتي مبتسماً كلما تزوج رجل على زوجته أو تضايق صديق من أم ابناءه أو شكى لي قريب من رفيقة دربه بعد أن أغناه الله ، فالممثل الكبير والعظيم أحمد زكي لم يترك جانباً من جوانب الحياة إلا ووضع فيه مشهد خالد يبقى في الذاكرة الى الأبد ، وذلك حال كل المبدعين.

فلم شادر السمك الذي شاركته بطولته الممثلة نبيلة عبيد و تدور قصته حول شاب أُمي مُعدم يقف بجانب أرملة فقدت زوجها فورثت عنه محل لبيع السمك لتتزوجه وتبدأ رحلة الثراء والغرور والجبروت ليتحول ذلك الشاب المُعدم الى أحمد ( بيه ) ابو كامل ، في رحلة عناوينها العريضة الفقر والطموح والطمع والجشع الغرور والكبرياء وعدم الوفاء.

كان يحلم بأن يتزوج من صاحبة ذلك المحل نبيلة عبيد ولم يكن يحلم أو يتوقع يوماً أن يلعب الحظ لعبته فيتزوجها ثم تبدأ رحلة الثراء ليصبح أحد أغنياء وكبار شادر السمك فتتم دعوته صُدفة لحضور حفلة فيها الكثير من النساء الجميلات وعلية القوم ، ليتعلق قلبه بإحداهن فينسى ماضية ويتنكر له ، فقد أغراه تمدُن تلك الفتاة وأنفتاحها وصغر عمرها وجمالها ليكره حاضره ويتمنى لو أنه من هذا المجتمع الذي يرى فيه ما لا يرى في مجتمع شادر السمك ، وهذا حال كل من لا أصل له !

صدمته المدنية والتحضر والإنفتاح فعاد الى بيته كما نرى في المقطع غاضباً حانقاً وكارهاً حتى لزوجته التي كانت صاحبة الفضل فيما وصل اليه ، وهذا حال الكثيرين ممن يتنكرون لماضيهم فينسون كيف كانوا وكيف أصبحوا.

هناك من لا يمكن أن تعرف معدنه الحقيقي والأصيل إلا بعد أن يُصبح من أهل الثروة والمال ، فإن تغير فهو صاحبنا أحمد بيه أبو كامل ، وفي هذا المشهد نشاهده بعد ان عاد لمنزله من تلك الحفلة التي كشفت معدنه !